- موضوعات متنوعة / ٠3دورات للطلاب الأجانب / ٠دورة عام 2002
- /
- سيرة الصحابة
سؤال:
ما هي مكانة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في الإسلام، ومتى أسلم ؟
جواب:
هو أحَد السابقين إلى الإسلام، وهو أحَد المبَشَّرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى يوم اختيار الخليفة بعد الفاروق.
أسلم قبيل أن يدخل الرسول الكريم الأرقم، وذلك بعد إسلام الصدِّيق بيومين اثنين.
سؤال:
ماذا صنع عبد الرحمن بن عوف يوم بدرٍ ويوم أُحُدٍ ؟
جواب:
في يوم بدرٍ جاهد سينا عبد الرحمن بن عوف في الله حقَّ جهاده، فأردى عدوَّ الله عمير بن عثمان بن كعب التميمي، وفي يوم أُحُد ثبت حين زلزلت الأقدام، وصمد حين فر المنهزم، وخرج من المعركة وفيه بضع وعشرون جراحًا، بعضها عميق تدخل فيه يد الرَّجُل..
سؤال:
ماذا صنع عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه عندما عزم الرسول عليه الصلاة والسلام على غزوة تبوك ؟ وبماذا أكرمه الله عزوجل بما لم يكرم به أحَدًا من المسلمين ؟
جواب:
تصدَّق سيدنا عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية من الذهب، وقد أكرمه الله تعالى بأنْ أمَّ المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب، ثم لحِق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمصلِّين وصلى خلفه.
سؤال:
ماذا دعا الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف ؟ وما أثرها على حياته ؟
جواب:
قال الرسول صلوات الله عليه وسلامه لعبد الرحمن:
((بارك الله لك فيما أعطيت، وبارك الله فيما أمسكتَ ))
وبقيت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تظلِّله ما امتدّتْ به الحياة حتى غدا أغنى الصحابة وأكثرهم ثراءً، فقد كانت عيرُه تتردَّد ذاهبةً من المدينة أو آيبة إليه، تحمل لأهلها البُرَّ والدقيق والدهن والثياب والآنية والطيب، وكل ما يحتاجونه.
سؤال:
ماذا قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عندما قدِمت عيرٌ لعبد الرحمن بن عوف مؤلَّفة من سبعمائة راحلة ؟ وماذا صنع سيدنا عبد الرحمن عندما سمع قولَها ؟
جواب:
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:"بارك الله له فيما أعطاه في الدنيا ولثواب الآخرة أعظم، فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يدخل عبد الرحمن بن عوف الجنة حبوًا ))
فلما لامستْ هذه البشارة سمعَه طار مسرعًا إلى عائشة وقال: يا أمَّاه أأنتِ سمعتِ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت: نعم، فاستطار فرحًا، وقال: لئن استطعتُ لأدخلنَّها قائمًا، أشهدكِ يا أمَّاه أن هذه العير جميعًا بأجمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله.
نتائج وعبر من القصة:
1- الإيمان يجعل الإنسان مخلوقاً ساميًا، يسعى لهدف عظيم واضح، هو نيل رضوان الله تعالى، فيسخِّر لذلك كلَّ إمكاناته، وكل إنسان لديه شيء يبذله سعيً نحو نيل رضوان الله " سيدنا عبد الرحمن بن عوف سخّر غناه في سبيل الدعوة إلى الله، لا لتحقيق أمجاده، ومتعة لشخصيته.
2 – يمكن أن تكون مؤمنا صادقًا وغنيًّا في الوقت نفسه، فالغنى والفقر امتحان وابتلاء، وليسا دليلاً على حبِّ الله الشخصَ أو بغضِه.
3 – المؤمن يعمل لوجه الله لا ينتظر مديحًا من أحَد، وإذا مُدِح زاده المديح تواضعًا وعطاءً، أمّا المنافق فينتظر المديح، و يتشوق إليه، ويزيده تكبُّرًا وغطرسةً، ويجعله المديحُ يتوقف عن العطاء، "وصلت البشرى لسيدنا عبد الرحمن بأنه من أهل الجنة، فزاد عطاؤُه وإنفاقُه".
4 – المؤمن يبذل و يعطي، واللهُ جلّ جلاله أكرم، يعوِّض المؤمنَ خيرًا في الدنيا والآخرة.
5 – المؤمن يخاف الله عزوجل، و يخشى على نفسه من النفاق، والمنافق لا يتهم نفسه، ولا يلومها، ويظن نفسَه أنه من الآخرين.
"بكى سيدنا عبد الرحمن بن عوف عندما كان يأمل، إذْ تذكّر سيدنا مصعبًا عندما مات وهو فقير ".
6 – المؤمن يرعى أهل إخوانه، وأولادهم، و يتفقد أحوالَهم، " كان سيدنا عبد الرحمن بن عوف يرعى أمهات المؤمنين بعد وفاة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، حيث كان ينهض بحاجاتهنّ كلها، ويعتني بهن أفضل العناية.